سورة المائدة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المائدة)


        


وفي قوله تعالى: {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} تأويلان:
أحدهما: يعني نصرتموهم، وهذا قول الحسن، ومجاهد.
الثاني: عظمتموهم، وهذا قول أبي عبيدة.
وأصله المنع، قال الفراء: عزرته عزراً إذا رددته عن الظلم، ومنه التعزير لأنه يمنع من معاودة القبح.
قوله تعالى: {فَبِمَا نَقَْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} وتقديره: فبنقضهم ميثاقهم لعنَّاهم، و(ما) صلة زايدة.
{وَجَعَلْنَا قَلُوبَهُمْ قَاسيَةً} من القسوة وهي الصلابة.
وقرأ حمزة والكسائي {قَسِيّةً} وفيه تأويلان:
أحدهما: أنها أبلغ من قاسية.
والثاني: أنها بمعنى قاسية.
{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} يعني بالتغيير والتبديل، وسوء التأويل.
{وَنَسُواْ حَظّاً مِّمََّا ذُكِّرُواْ بِهِ} يعني نصيبهم من الميثاق المأخوذ عليهم.
{وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ} فيه تأويلان.
أحدهما: يعني خيانة منهم.
والثاني: يعني فرقة خائنة.
{إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحُ} فيها قولان:
أحدهما: أن حكمها ثابت فى الصفح والعفو إذا رآه. والثاني: أنه منسوخ، وفى الذي نسخه قولان:
أحدهما: قوله تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَومِ الآخِرِ} [التوبة: 29] وهذا قول قتادة.
والثاني: قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافُنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيهِم عَلَى سَوَآءٍ} [الأنفال: 58].


قوله تعالى: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} يعني: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ورجم الزانين.
{وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} مما سواه.
{قَدْ جَآءَكم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} فى النور تأويلان:
أحدهما: محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول الزجاج. الثاني: القرآن وهو قول بعض المتأخرين.
قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبِعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} فيه تأويلان:
أحدهما: سبيل الله، لأن الله هو السلام، ومعناه دين الله، وهذا قول الحسن.
والثاني: طريق السلامة من المخافة، وهو قول الزجاج.
{وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} يعني: من الكفر إلى الإِيمان بلطفه.
{وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} فيه تأويلان:
أحدهما: طريق الحق وهو دين الله، وهذا قول الحسن.
والثاني: طريق الجنة فى الآخرة، وهو قول بعض المتكلمين.


قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَآءُ اللَّهِ وَأَحِبّآؤُهُ} في قولهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه قول جماعة من اليهود حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم عقاب الله، وخوفهم به، فقالوا لا تخوفنا: {نَحنُ أَبْنآءُ اللَّهِ وَأَحِبَّآؤُهُ}، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: أن اليهود تزعم أن الله عز وجل أوحى إلى إسرائيل أن ولدك بِكْري من الولد، فقالوا، {نَحنُ أَبْنآءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وهذا قول السدي.
وقال الحسن: أنهم قالوا ذلك على معنى قرب الولد من والده، وهو القول الثالث.
وأما النصارى، ففي قولهم لذلك قولان:
أحدهما: لتأويلهم ما في الإِنجيل من قوله: اذهب إلى أبي وأبيكم، فقالوا لأجل ذلك {نَحنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} الثاني: لأجل قولهم في المسيح: ابن الله، وهم يرجعون إليه، فجعلوا نفوسهم أبناء الله وأجباءه، فرد الله منطقهم ذلك بقوله:
{فَلِمَ يُعَذّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} لأن الأب لإِشفاقه لا يعذب ابنه، ولا المحب حبيبه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8